فلتهجر أيامى , و تغادر أحلامى , وتترك أزمانى
ولتسكن فوق جبال الصمت صومعة وأنت البانى
وترتقى سفن البعد وتبحر فى جوف الكتمان
وتسافر حيث بلاد اليأس وتنطوى بالأحزان
وتهيم مع الأشباح فى كهوف الصبر او السلوان
ولتشرب كأس التيه , وتجاور من بالمر سكران
أوقف عمرك حيث أخترت من الأزمان
إن تسكن زمن الذكرى فى غرة الفكر فهو الهزيان
وإن تسكن زمن القهر فى جُل السلطة فهو إستيكان
وإن تسكن زمن الأمر وتسميه صبر فهو الخذلان
وسأحيا أنا بكل ما كنت وكل ما كان
لن أسمع صوتا إلا صوت العقل مهما كان
لن أترك شراعى توجهه عاصفة السلطان
لن استسلم , ويضيع الصرح بفعل جبان
لن ابقى تحت أسر الظلم, لن أمحو كل الأحلام
لن ابقى فى غربتى دوما وأمامى ارض الأوطان
وطنى حيث علمت وتعلم ولى فيه مُلكٌ وصولجان
أنا من عشت الحلم بكل ما فيه واقع يحي الأبدان
سأبقى بإصرارى وأبقى للظلم فى عصيان
لن أترك حقى يسلب ثانيةً ففى القهر حييت زمان
عفوا لن أحنى جبهتى أخرى لحكم أحد إلا الرحمن
ويعلم ربى أنى ما أبغى ظلما ولا مذلة لإنسان